ما أن نغمض أعيننا حتى تتفتح أمامنا أبواب عالم آخر علم الأحلام الغريب
تتراءى لأعيننا مدائن الرؤيا فنرى ونبصر فيها ما لا يراه ولا يبصره سوانا
عندما نغمض أعيننا نتوه فى بحر النوم العميق فتتراءى لنا كنوز من الأحلام
منها المفرحة ومنها المحزنة ..
فالأحلام كنزٌ مخبوء فى عالم الروح لا يطل عليه غير النائم وحده
الحلم سلطان المملكة الروحانية غير المرئية .
مملكة كبيرة وعظيمة من الأحلام تكون أنت وحدك فيها الرؤيا والرائى والشاهد والمشاهد فى وقتٍ واحد .
إن الرؤى
التى يراها النائم هى الجانب الخفى من الروح الذى يظهر للمرء فى نومه وهى
أحياناً تكون صادقة وأحياناً تكون غير صادقة فرؤيا المؤمن صادقة وهى حق
كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم
" رؤيا المؤمن حقٌ وهى جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "
وبهذا تصبح رؤيا المؤمن كشفاً إلهامياً من الله عز وجل يسدد به خطاه ويرفع بها منارة يتير له طريق الحق
أصدق
الرؤى رؤى الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن أشهرها رؤيا سيدنا
إبراهيم عليه السلام حين رأى فى منامه أنه يذبح سيدنا إسماعيل عليه السلام
وحين قصها عليه أجابه بكل إيمان يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين ..
وهذ بالطبع إن دل على شىء فإنما يدل على تصديقه على أبيه خليل الرحمن ولعلمه أنها رؤيا نبىٍ صادق وهى لا تحتمل الكذب
الأحلام
كثيرة وهى فى الأصل منبثة عن حقائق الأعمال وهى منبهة على عواقب الأمور
منها الآمرات ومنها الزاجرات ومنها المبشرات والمنذرات .
إن الرؤى تكون على ضربين حق وباطل
الحق ما نراه مع إعتدال طبائعنا واستقامة الهواء وذلك من حين تهتز الأشجار إلى أن يسقط ورقها
وأن لا ينام على فكرة وتمنى شىء مما رآه فى منامه ولا يخل بصحة رؤياه شىء.
أما الباطل فهو تقدمة حديث نفس وهمة لا تفسير لها فرؤيا التخويف والتحزين من الشيطان كما قال الله تعالى "إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله "
نحلم ونرى أشياء كثيرة أحياناً نفرح بحلمنا وأحيانا أخرى نحزن ونكتئب من الحلم
ونفزع منه
لدرجة أن نجعل الهم يحتل فكرنا كله فلا نفكر إلا فى تأويل ما حلمنا به ولم
نفكر أنه ممكن أن يكون أضغاث أحلام أو تشويش طبائع بل نفكر فيما سيكون لو
تحقق هذا الحلم المفزع
ونسعى فقط
لأخذ الجانب السىء فنجلبالتعب والإرهاق لأنفسنا ولغيرنا أحياناً لو أن
فكرنا تمركز كله فى هذا الحلم وعليه ونسينا من حولنا وظللنا نفكر فقط فيما
حلمنا فيه فى ليلنا طوال نهارنا ستسيطر بهذا الشكل علينا أفكار وأوهام نحن
فى غنى عنها وعن ما ستجلبه لنا من مآسى وأتعاب .
لماذا لا نأخذ الجانب المتفائل بدلاً من الجانب السىء؟؟
وأحياناً أخرى نتفائل حتى ولو كان حلمنا صغير نتفائل به الخير الكثير لماذا هل هناك فى الحلم الصغير شيئاً يدعوا للتفائل عكس أحلاماً أخرى ؟؟
معظم أحلامنا ننساه بعد أن نصحو من النوم مباشرةً
وأحياناً نتذكر منها القليل القليل ما السبب هل هناك شيئاً ما فى العقل يجعلنا ننسى الحلم بسرعة كسرعة البرق أم ماذا ؟؟
نرى وجوها
كثيرة فى أحلامنا وتكون هى صاحبة الدور الفعال ونظن أننا لا نعرف هؤلاء
الأشخاص ولكن هناك أقوال على أننا لا بد وأن نكون قد رأينا هذه الوجوه
ولكن نسيناها
تخيلوا كم من الوجوه مرت علينا في حياتنا.. لدى عقولنا مخزن وفير من الصور لاستخدامها في أحلامنا
ألوان عديدة ولكن منا من يحلم فقط باللون الأسود والأبيض ومنا من يحلم بالألوان كلها
فى النهاية هو مجرد مرسى لعالم الأحلام الغريب
نتوه فيه ولا ندرى هل سيتحقق أم هو مجرد هواجس وأضغاث
ولكنها فى النهاية أحلام أحلام أحلام من لحظات نعيش فيها ومن ثم تشرق الشمس
ويأتى صباحٌ جديد تغلق فيه كل صناديق الأحلام السعيدة والمحزنة
أتمنى من الله أن أكون قد وفقت فى الكتابة وأكون قد حققت ولو قدراً صغيراً من المطلوب